تأمُّل الآية 16 من سورة العنكبوت


الأحد 2018-12-23

بقلم / صديق صالح فارسي

( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )

محور تأمّلنا.. ( اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ )

لا تتعب نفسك وتضيّع عمرك في البحث عن مقصد حياتك وهدف وجودك فهي قد أُجملت في هذه الآية بكلمتين "العبادة والتقوى". 

إجعل صبرك على مر الحياة وحلوها عبادة لله تعالى وصبرك على زوجك ووالديك وولدك وصبرك على أخيك وابن عمك وأهل قرابتك عبادة لله وصبرك على جارك وصديقك ورئيسك بل وعلى الخادمة والسائق ومن هم عالة عليك عبادة لله، إجعل عملك وسعيك في البحث عن الرزق ونفقتك على أهلك وولدك وذوي رحمك وصدقتك على الفقير والمسكين، ومساعدة ذوي الحاجة عبادة، إجعل تبسمك في وجه الناس، والكلمة الطيبة السديدة التي تسد بها منابع الشر، وتقارب بها قنوات الخير عبادة لله تعالى، إجعل كل أقوالك وأعمالك وحركاتك وسكناتك وحتى نومك وراحتك وتمتعك بالنزهة والسياحة، وأكلك وشربك، وتلذذك بمتع الحياة عبادة، بحمدك وشكرك لله تارةً، وبتفكرك في آلاء الله تارةً، وبعطفك وشفقتك على من قد حُرِم من هذه النعم تارةً أخرى.

إجمالاً لكل ذلك عليك أن تجعل عاداتك عبادة لله، وتفكيرك عبادة، وردات أفعالك عبادة، صلاتك، دعاءك، إستغاثتك، خوفك، رجاءك، زكاتك، صومك، حجك وعمرتك، ليلك ونهارك، سفرك وحضرك، منشطك ومكرهك، توكلك على الله، والإستعانة به، وتفويض أمرك إليه، رغبة ورهبة إليه، إجعلها كلها عبادة لا عادة، وتقرباً لا تهرباً، وحباً لا كرهاً، فالعبادة إسم جامعٌ لكل ما يُحبّه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.

وفقنا الله وإياكم لما يحبهُ ويرضاهُ.