|
|||||||
بقلم / صديق صالح فارسي
( فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) محور تأمّلنا.. ( وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ) من هم أصحاب السفينة؟ هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، كلّ من ركب السفينة مع نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام، نجى من الهلاك، حتى الحيوانات، وبضع نفر من المؤمنين قيل عددهم ثمانية وسبعين، نصفهم من الرجال ونصفهم من النساء، ومن بينهم أبناء نوح، سام وحام ويافث. سام وهو أبو العرب وفارس والروم، وفيهم بياض وأدمه (سمار)، وحام وهو أبو القبط والسودان والبربر، وفيهم السواد وبياض قليل، ويافث وهو أبو الترك والصقالبة (سكان جبال أورال وأوروبا الشرقية والوسطى) ويأجوج ومأجوج، وفيهم الحمرة والصفرة، وله ولد رابع هو كنعان، وهو الذي لم يركب معهم في السفينة فكان من المغرقين.. "المصدر تفسير فتح البيان والقرطبي". فالحياة بحر أمواجه متلاطمة عالية أحياناً ومنخفضة أخرى، تأخذنا إلى هنا وهناك، مالم نركب فيها سفينة النجاة لتعبر بها بحار الحياة إلى دار القرار بسلامة وأمان، وفي سفينة نوح لنا العبرة فقد جعلها الله ( آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ). فإذا مررت بمن يدعوك إلى ركوب سفينة من سفن النجاة، فسارع بالركوب ولا تركن إلى جبال الدنيا مهما علت وتعالت فلا عاصم من أمر الله إلا من رحم ومن أخذ بالأسباب وركب السفينة مع الفرقة الناجية فقد نجا من عذاب الدنيا وفاز بأجر الآخرة، جعلنا الله وإياكم من أصحاب السفينة ، الذين إستجابوا لأمر ربّهم على لسان رسوله ( يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ) |