تأمُّل الآية 14 من سورة العنكبوت


السبت 2018-12-22

بقلم / صديق صالح فارسي

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ


محور تأمّلنا ..  ( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ


حوالي الف سنة مكث يدعوهم عليه الصلاة والسلام إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ، ولم يؤمن معه إلا قليل ، فأخذهم الطوفان.

 

 ونبينا عليه الصلاة والسلام مكث فقط ثلاثة وعشرون عاماً ، فأستجاب له الكثيرون، يدخلون في دين الله أفواجاً.


وهانحن نرى الملايين والملايين من المسلمين الموحدين لله في كلّ بقعة من أرض الله يعمرونها بذكر الله وإقام الصلاة ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، لذلك كانت هذه الأمة خير أمة .. 
( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ


فرسولنا خاتم الرسل ، وأمته أمة الدعوة إلى توحيد الله ، لذلك تجد الكبير والصغير ، والجاهل والمتعلم ، والعربي والأعجمي ، الكل منهم يدعو الى الله ، حتى العصاة منهم وهم في غمرة المعاصي ، تراه ينتفض ويغضب لله إذا ما رأى أو سمع من ينتقص من مقام التوحيد لله تعالى ، لذلك هي خير أمة كما أرادها الله ،، 


فلا تيأسن من كثرة المعاصي في الأمة ، فإنما هي فقاعات ، وزبد ، لاتلبث أن تزول ، فكم وكم من الدور وأماكن الكفر والفسوق وقد تحولّت إلى مساجد ودور للعلم وإقامة شعائر الله.


وكم من العصاة الجبابرة وقد أنعم الله عليهم بأن يصبحوا دعاةً مصلحين ، فلا تكاد تجد عاصي من عصاة المسلمين إلا وقد منّ الله عليه بتوبةٍ قبل موته ، أوعملاً صالحاً يختم به حياته ، لقد رأينا وسمعنا عن الكثيرين ممن إستقاموا وهداهم الله قبل موتهم ، وهذا بفضل الله ثم بسبب  الإيمان بلا إله إلا الله محمد رسول الله التي في قلوبهم.

اللهم أختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين .. فإنامؤمنون ..!!