بقلم / صديق صالح فارسي
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ )،
محور تأمّلنا .. ( فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ )،
حوالي الف سنة مكث يدعوهم عليه الصلاة والسلام إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة ، ولم يؤمن معه إلا قليل ، فأخذهم الطوفان.
ونبينا عليه الصلاة والسلام مكث فقط ثلاثة وعشرون عاماً ، فأستجاب له الكثيرون، يدخلون في دين الله أفواجاً.
وهانحن نرى الملايين والملايين من المسلمين الموحدين لله في كلّ بقعة من أرض الله يعمرونها بذكر الله وإقام الصلاة ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، لذلك كانت هذه الأمة خير أمة .. ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )،
فرسولنا خاتم الرسل ، وأمته أمة الدعوة إلى توحيد الله ، لذلك تجد الكبير والصغير ، والجاهل والمتعلم ، والعربي والأعجمي ، الكل منهم يدعو الى الله ، حتى العصاة منهم وهم في غمرة المعاصي ، تراه ينتفض ويغضب لله إذا ما رأى أو سمع من ينتقص من مقام التوحيد لله تعالى ، لذلك هي خير أمة كما أرادها الله ،،
فلا تيأسن من كثرة المعاصي في الأمة ، فإنما هي فقاعات ، وزبد ، لاتلبث أن تزول ، فكم وكم من الدور وأماكن الكفر والفسوق وقد تحولّت إلى مساجد ودور للعلم وإقامة شعائر الله.
وكم من العصاة الجبابرة وقد أنعم الله عليهم بأن يصبحوا دعاةً مصلحين ، فلا تكاد تجد عاصي من عصاة المسلمين إلا وقد منّ الله عليه بتوبةٍ قبل موته ، أوعملاً صالحاً يختم به حياته ، لقد رأينا وسمعنا عن الكثيرين ممن إستقاموا وهداهم الله قبل موتهم ، وهذا بفضل الله ثم بسبب الإيمان بلا إله إلا الله محمد رسول الله التي في قلوبهم.
اللهم أختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين .. فإنامؤمنون ..!!
|