بقلم / صديق صالح فارسي
( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
البعض يستهين بمسألة تحمّل أوزار الذنوب ، فإذا ما أراد أن يُمضي أمراً من الأمور التي قد يكون فيها معصية لله ، أوشبهة من إثم ، فإنه وبكل بساطة وطلاقة لسان يقول له : ( إعمل كذا وكذا .. وفي رقبتي .. ) بمعنى أنه ضامن له من العذاب ، وأنه سوف يتحمّلُ هو عنه الوزر والإثم الذي قد يترتب على إتباع تعليماته ، أو إمتثال فتواه ، التي أصدرها بدون علم ولاهدى ولادليل ثابت عنده من القرآن أوالسنة ، وماهم بحاملين عنهم الأوزار ( وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ )، ولكنه سيحمل الإثم بسبب فتواه بغير علم ، بل وسيتحمّل أوزار من إتبع فتواه الباطلة ، وأوزار من عمل بها متبعاً أو مقلداً لعمل من قد أفتاهم بها ، بل وسوف يُسأل يوم القيامة ، سؤال تقريع وتوبيخ له عن جرأته على إصدار الفتوى ، وأمره للناس بالباطل ، وإتباعه للهوى ، والإحداث في الدين ، وظلمه لنفسه بإيرادها المهالك ، وظُلمه للآخرين من الناس بالغواية والضلال عن الحق.
فما أخطر ما يستهين به البعض من حمل الناس على البدع والضلالات ، والظلم والعدوان ، متلبسين بثوب الإيمان ، متظاهرين بالتقوى ، يستميلون الناس بمظهرهم وكلامهم بظاهر من القرآن والسنة و ..( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ )،
ضامنين بلسان مقالهم أو ربما بلسان حالهم وإن لم يقولوها صراحةً ، أنهم واثقون من فتاويهم ، وأنهم سيتحملون عنهم الإثم ، إن كان فيما يفتون به إثم ..
فالفتوى بغير علم ، أمرها خطير ، وإثمها عظيم .. نسأل الله العافية والسلامة ..!!
|