بقلم / صديق صالح فارسي
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُم بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُم مِّن شَيْءٍ ۖ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
بعض الناس عندما تروق له فتوى من جاهل ، رغم مخالفتها للشرع والعرف ، فإنه يأخذ بها ، ويعمل بعمل أهل الشرك والظلم والإفتراءات ، ظناً منه أن من أخبرهُ ، أو أفتى له بها ، فإنه سيتحمّل عنه خطاياهُ ، وأن وزرها سيكون على من أفتاهُ ، أوعلى من قلّدهُ في طريقته ، أومن قد عمل بعمله.
وهذا هو دأب المشركين الذين قالوا .. ( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ )، ففعل الآباء ، أوالإقتداء بالأعراف ، أو طاعة القوم والعشيرة ، أوإتباع الرئيس في أمور مخالفة لشرع الله ، ليست مبرراً لمن إرتكب الخطأ ، ولن تعفيه من الإثم والحساب ، والجزاء من الله ، ولن يحمل أحداً عنه الوزر ، ولو كان من ذوي القربي ويهمه أمره ، ويعز عليه ، وله قدر في نفسه وقلبه ، حتى الأب أو الأم لن يتحملوا أوزار أبناءهم ، وإن توهموا ذلك .
( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ )،
وقد شهد الله على من توهّم أو وعد بتحمّل خطايا غيرهُ بأنّه كاذبٌ في ظنّه الباطل ، ( إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )..!!
|