تأمُّل الآية (1) و (2) من سورة العنكبوت


السبت 2018-12-15

بقلم / صديق صالح فارسي

( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )


فيها عزاءٌ ومواساة، فيها طمأنة لقلوب ألمّ بها الألم، ولنفوس أرهقها الندم، ولأجساد أنهكها الوجع، ولأفئدة أضناها الجزع.


الكافر والمنافق والمعاند والجاحد لاحاجة لإمتحان إيمانه، لأن الإيمان أصلاً لم يباشر بشاشة قلبه.


أما المؤمن، الذي قد أسلم نفسهُ لربّه، وباشر نور الإيمان سماحة قلبه، فجديرٌ بأن يرتقي به إيمانه في درجات الجنة، وينال لدى ربّه الدرجات والمنازل العليا التي كتبها الله لعباده المتقين، وعباده التوابين ، والأوابين ، والمنيبين ، والقانتين، والصابرين على ماأصابهم، والمنفقين في السراء والضراء وحين البأس ، والمحتسبين للأجر والثواب من الله ، والذاكرين الله كثيراً ، رغم ما أصابهم ...!


كل تلك الصفات والدرجات لم تكن لتظهر على عباد الله المخلصين ، وأوليائه المتقين ، لولا الإمتحان لتمحيص ذلك الإيمان في قلوبهم ... بالفتن ..!


فمنها فتن الشهوات ، ومنها فتن الشبهات ، وفتن تسلط الأعداء والآفات ، وكلاً يمتحن على قدر إيمانه ، فإن كان في إيمانه صلابة زيد له في الإبتلاء ، وأشدّ الناس إبتلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.