بقلم/ صديق صالح فارسي
(وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ)، بعد أن سمعوا من قصص الأمم الماضية، وعلموا كيف كان هلاك الظالمين المعاندين المستكبرين، ورأوا من آثارهم وسمعوا من أخبارهم، وجاءهم من الله الحق والكتاب المبين، وعلموا أن رسولهم صادق أمين، وشاهدوا المعجزات الباهرات، بعد كلّ ذلك هناك من لايزال مصراً على الكفر والعناد والظلم، وهذا طبع اللئام من البشر في كلّ زمان ومكان، فبأي شيء بعد كل ذلك يؤمنون. (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)،، فلم يبقى لهم عذراً أمام الله ، ولاحجةً لهم من دون الله ، فأعرض الله عنهم .. (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا ۚ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، ودين الله ليس بالإكراه، (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) الآية فليستمروا إذاً في أعمالهم الباطلَة، وليبقواعلى ماهم عليه من الكفر، فليس لله فيهم حاجة، ولن يضروا الله شيئاً،ولينتظروا يومهم الذي يوعدون. وليثبت المؤمنون على ماهداهم الله إليه من الحق، وليعملوا بما أمرهم الله به ورسول. (لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ).
|