تأمُّل الآية 119 من سورة هود


الأربعاء 2018-12-12

بقلم/صديق بن صالح فارسي

تأمُّل الآية 119 (يتبع) من سورة هود، اللقاء ( ١٨٤)

( إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ ولذلك خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ

محور تأمّلنا (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)

مسألة..لم يخلق الله تعالى النار رغبةً في التعذيب بالخلق، ولم يخلق الخلق ليعذبهم، ولكن خلقهم لعبادته، وأعدّ لهم ما يسعدهم في حياتهم الدنيا، وجعل ثوابهم الجنة في الآخرة، إن هم استجابوا وآمنوا، وقد سبق في علمه تعالى أن هناك من الخلق من لا يستجيب لأمره، ومن يستكبر عن عبادته، ومن سوف يظلم ويرتكب المحرمات والمعاصي والبغي في الأرض بغير الحق، لذلك بعث الله الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، مبشرين ومنذرين، (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).

وأنزل الكتب السماوية، وجعل أعظمها، وآخرها القرآن الكريم الذي.. (لّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، فلو كان الله يريد تعذيبهم لما أرسل الرسل، ولما أنزل الكتب، بل وأنه تعالى قد أعدّ لهم مقعدهُم من الجنة لو أنهم آمنوا واتقوا، ولكنّهم أعرضوا وتولوا بمحض اختيارهم، فاستحقوا النار، فكل من يدخل النار يُقال له هذا كان مقعدك في الجنة لو كنت من السعداء، وتمت كلمة ربّك أن من استجاب لأمر الله فقد استحق الجنة، ومن لم يستجب فقد توعّدهم وهدّدهم وزجرهم بقوله تعالى: - (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).!