|
|||||||
بقلم / صديق صالح فارسي
( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) محور تأمّلنا ( وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ ) ماهو التّرف، ومن هو المُترف؟ الترف هو التنعّم، والمُترف من كان مدلّلاً، قد أبطرتهُ النعمة وسعة العيش وأطغتهُ وجعلتهُ يركنُ إلى الدنيا ويتوسّع في ملاذّها وشهواتها وينسى الدار الآخرة فلا يعمل لها، ومن شأن ذلك أن يؤثر في شخصيته، فتراه مدلّلا، يفارق الرجال في القوة والاحتمال، مخنث العزم، مائع الإرادة، فالدنيا عنده كأس وغانية، نهم في طلب شهوات الدنيا، يعيش لنفسه، منطقه، اليوم خمر وغدًا أمر، وشعاره عش حياتك اليوم، وتمتع بكل ما فيها من حلال وحرام، وفي الآخرة يدبرها الله، ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) ( كلا بل لا تكرمون اليتيم* ولا تحاضّون على طعام المسكين* وتأكلون التراث أكلاً لماً* وتحبون المال حباً جماً ) فلا يكرمون الأيتام، ولا يأمرون بإطعام المساكين، ويأكلون الميراث ويتحايلون للحصول عليه بأي وسيلة من حلال وحرام، ويحبون جمع الأموال حباً عظيماً، يفوق حبّهم لإنفاقه في وجوه الخير، أولئك هم الذين ظلموا وأُتبعوا ما أترفوا فيه، وكانوا مجرمين، نسأل الله العافية والسلامة. |