|
|||||||
بقلم / صديق صالح فارسي
( فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) محور تأمّلنا ( أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ ) فمن هم أولوا البقية في الأمم السابقة ؟ هم الذين ميّزهم الله بالعقل والحكمة، ونور بصائرهم، وهدى قلوبهم، وأصلح بالهم، فأبصروا الحق ولزموه، وأقاموا شعائر الدين، وحافظوا عليها، فحفظ الله بهم الأديان السماوية، ورحمهم الله بحفظهم لتلك الأديان، ونجّاهم من العذاب والهلاك الذي حلّ بأممهم في الدنيا، ونجّاهم من عذاب النار في الآخرة، ( إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ) ولا يزال في الناس على وجه الأرض، ( أُولُو بَقِيَّةٍ )، يحفظ الله بهم الدين إلى يوم القيامة، فمن هم أولوا البقية من الناس؟ جاء ذكر صفاتهم في قوله تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله، فهذه هي صفاتهم أولئك هم الذين ينجيهم الله برحمته من كل بلاء وفتن ومحن في الدنيا ومن العذاب في الآخرة بإذن الله، جعلنا الله وإياكم منهم. |