تأمُّل في الآية 112 من سورة هود


الجمعة 2018-12-07

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )

محور تأمّلنا هو .. ( إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )

روي عن أحد الصالحين أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام فقال يارسول الله روي عنك أنك قلت شيّبتني هود، فما الذي شيّبك فيها، هل هو أخبار الأمم التي أُهلكت؟ قال لا .. بل شيبتني ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ )، ( جاء ذكره في تفسير القرطبي ).

فالإستقامة تعني الإتباع كما أمر الله بلا نقصان ولا زيادة، ويؤكده قوله ( وَلَا تَطْغَوْا )، والعلة في ذلك هو أن الله تعالى وبما أمركم به، وما نهاكم عنه من أعمال، وهو البصير بما يصلح أمركم، ويتناسب مع قدراتكم، وشرع لكم من الدين ماينفعكم، ويحقق لكم السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

فلا يأتي قائل مدعي العلم والتفكير والمعرفة ليقول في دين الله تعالى مالم ينزل به من سلطان، بحجة أن هذا العمل يوافق طبع البشر، أو تلك القوانين أفضل مما جاء به الشرع الحنيف، أو يأتي منحرف متنطع ليزيد في الدين ويحدث في أمر الله ما ليس منه بحجة أنه يتقرّب به إلى الله. 

فالدين كامل، وماشرع لنا الله وهو البصير بِنَا وبأعمالنا، فيه الكفاية والهداية والخير كلّهُ والتوفيق والصلاح في كل أمور ديننا ودنيانا، والمطلوب فقط الإستقامة عليه، دون زيادة أونقصان. 

وهو البصير بعباده ، وإليه المصير ..!!