تأمُّل في الآية 111 من سورة هود


الخميس 2018-12-06

بقلم / صديق صالح فارسي


قال تعالى في الآية 111 من سورة هود: ( وَإِنَّ كُلًّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ


محور تأمّلنا هنا ..  ( إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
قد يعمل الإنسان من الأعمال التي تبدو فيما تبدو للناس أنها خير، وقد يعمل الإنسان من الأعمال التي تبدو فيما تبدو للناس أنها شر، ولكن الله تعالى خبير بما يعملون.


والخبرة أبلغ من العلم ، فالخبير هو الذي يدرك مغازي الأشياء وأبعادها الظاهرة والباطنة ، بمعالجتها وتجربتها والإحاطة بتفاصيلها الدقيقة والإلمام بأوصافها على الحقيقة ، فإذا علم العبد أن الله خبير بأعماله ، أي أنه تعالى محيط بما عمل وبما سيعمل وما سيترتب على ماعمل وعلى مالم يعمل ، وحقائق وأبعاد وأهداف كل ذلك الظاهرة منها والباطنة ، فهل بإمكانه بعد ذلك أن يلُف ويدُور حول نفسه ، وحول الآخرين ، ويُنمّق ويُلمّع في كلامه وحركاته وسكناته ، ويُنافق ، ويدّعي الصلاح ، وينطوي في سريرته على الغش والمخادعة ، والمكر السيء ، والنية الخبيثة ، في أعماله وتعاملاته مع الله ، أو مع الناس ، وربّهم بهم وبأعمالهم خبير بصير.


العاقل الحصيف الذي قد منّ الله عليه بمعرفته بأنه الخبير بأعمال عباده ، هو من يترفّع عن كل ذلك ، فيُصفّي قلبه ، ويُطهّر باطنه ، ويستحي من الله الخبير ، وإن لم يستحي فليخاف ، فإن لم يخاف فليحذر من عذاب الله وإنتقامه ..!!