تأمُّل في الآية 109 من سورة هود


الثلاثاء 2018-12-04

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ)

محور تأمّلنا (فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَٰؤُلَاءِ)

عندما ترى أهل الباطل والضلال والشرك، في خير ونعيم، فأعلم أن الله قد يوفيهم حسناتهم ونصيبهم من الأجر والثواب عليها في الدنيا كاملاً، (غَيْرَ مَنقُوصٍ)فلا تكن في مرْيةٍ، أي شكٌ وريب بأن ما هم عليه من النعيم إنما هو بسبب أنهم على حق في شركهم وكفرهم وضلالهم الذي لم ينزل به عليهم من سلطان.

وإنما هو بحججهم الواهية بأنهم يعملون بعمل آباءهم، ويقدسون ويعظمون ما وجدوا عليه آباءهم، بما ليس لهم به علم إلا إتباع الظن وما تهوى الأنفس، وإن الظن لا يُغني عن الحق شيئاً.

فقد تجدُ غنياً فاسقاً، أو قوياً متجبّراً، أو ذو سلطان أو مركزاً مرموقاً، أو وظيفةً كبيرة، وهو ظالم لا يؤمن بالله ومستكبر متسلّط، فإياك أن تعتقد أنه على خير لأن الله قد أعطاه، وأعطاه، وأعطاه.

فلاتك في مرية بأنه على الحق بما هو عليه من الكفر والضلال، بما يعطيه الله من النّعم، فربما كان هذا هو جزاء عمله، وقد عجله الله له في الدنيا، ثم يأخذهُ أخذ عزيز مقتدر، والعياذ بالله.