تأمُّل في الآية 107 من سورة هود


الثلاثاء 2018-12-04

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ)

محور تأمّلنا (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ)

ربّنا سبحانه وتعالى هو الفعّال لما يُرِيدُ, وجعل لعباده إرادة في أن يفعلوا ما يِريدون، من أفعال الخير أو الشر في الحياة، بعد أن عرفّهم ما يريد منهم وما لا يُريد, وما يرضاه ويرتضيهُ منهم، ومالا يرضى لهم.

(إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)

فإن جعل العبدُ إرادتهُ تبعاً لما يُريدهُ الله، بلّغه الله ما يُريدهُ، وأعطاه فوق ما يُريدُه، لأنه الفعّال لما يُرِيدُ، أما إن جعل العبد إرادتهُ تبعاً لهواه وللشيطان، فإن الله يحرمهُ لذة ما يُريده، ويفعل به ما يُريد من العذاب والحرمان في الدنيا والآخرة, فمن عامل الله الفعّالٌ لما يُرِيدُ بما يُريدهُ، عامله بما يُرِيدُ من خيري الدنيا والآخرة، ومن كفر فعليه كُفرهُ.

(وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا) ومن لم يجعل ما يُريدهُ كما يُرِيدُ، فعل الله به ما يُريد.