تأمُّل في الآية 104 من سورة هود


الأربعاء 2018-11-28

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ)

محور تأمّلنا هنا (لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ) العلاقة بين قوله (وما نُؤَخِّرُهُ) و (لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ) أي معلومٌ ومحددٌ عند الله تعالى، وهو يوم القيامة، فكيف يكون يوم القيامة محددٌ وقتهُ ومعلوم، وكيف يؤخره سبحانهُ. 

فإنهُ تعالى قد يُؤخّر في أجل وعمر الإنسان كما يشاء، فيبسط له في رزقه، ويُمدّ له في أجله، فالرزق والأجل بيد الله، يقبضهُ ويبسطهُ كما يشاء ولمن يشاء، وإليه النشور.

جاء في الحديث (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) فالقيامة هي انتهاء أجل الإنسان، فبموته يبدأ يوم القيامة بالنسبة له، فكل إنسان قد يعجلّ الله أو يؤخر في أجله، ثم يتوفاهُ إلى اليوم المعدود أي المحدد عند الله، وهو يوم يقوم الناس لربّ العالمين، فالموت هو نهاية الحياة الدنيا، والقيام من القبور هو بداية يوم القيامة.

فموت الإنسان ومهما أُخّر له في الأجل، فهو قيام القيامة بالنسبة له، أي أنه وبموته فقد قامت قيامتهُ، لأنها نهاية حياتهُ في دار الدنيا، وبداية حياتهُ في الدار الأخرة.

والله أعلم