|
|||||||
مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) محور تأمّلنا هو(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ) فهذه إذاً هي إحدى زوايا مثلث (الرضى) عن الله, وهي المعرفة بأن الله تعالى هو الحكم العدل، الذي لا يظلمُ الناس شيئاً، ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون. والزاوية الثانية أن يعلم الإنسان بأن الجزاء والعقاب الذي يصيبهُ إنما هو، بما اكتسب من الإثم، (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). والزاوية الثالثة هي بأن يُدرك أن ما أصابه لم يكن ليخطاه وما أخطأهُ لم يكن ليصيبهُ، (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ). فإذا اطمئن الإنسان بأن الله تعالى ليس بظلاّم للعبيد، وأن ظلم الإنسان هو، سبب المصائب التي تصيبهُ، وأن الإصابةُ مقدرةٌ، له وعليه، بالقدر والزمان والمكان والطريقة الصحيحة الفعّالة، التي تنفعهُ وتصلحهُ. عندها لا يبقى أمامه إلا الرضى والاطمئنان، والعودة إلى الله بالاستغفار والتوبة، وإلا التمرّد والكفر والعياذ بالله، عندها لا يلومنّ إلا نفسهُ، ولن يضُرّ الله شيئاً. |