|
|||||||
مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) محور تأمّلنا هو (بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) فرعون طاغية من طواغيت الحياة، وجبّار عنيد مستكبر، حتى الأطفال الصغار، لم يسلموا من شروره وجبروته، بلا رحمة، ولا شفقة، ولا حلم ولا علم ولا أخلاق, ورغم كلّ ذلك، فإن الله تعالى لم يُرسل إليه طاغية مثلهُ، أو جبّار عنيد، أو فارس صنديد, ولم يرسل إليه ملكٌ قوي، بل أرسل له بشراً من عباد الله، يتكئ على عصاه، ويرعى بها على غنمه، ويهشّ عليها، وقد أرسله تعالى، بالآيات، والسلطان المبين. فماهي الآيات؟ وما هو السلطان المبين؟ الآيات منها المعجزات الخاصة بالأنبياء، ومنها ما يجريه الله علينا من أحداث للاعتبار (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) وهناك الآيات الكونية لمن تبصّر وتمعّن فيها وأمعن النظر والفؤاد وتفكّر بها, وهناك الآيات القرآنية لمن تأمُّل فيها، وأدرك معانيها (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) وكلّ تلك الآيات في مجملها هي السلطان المبين من الله تعالى لخلقه. ولإقامة الحجة عليهم بمعرفته تعالى، والإيمان به، وبملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره وشرّه، وباليوم الآخر، وبالبعث والنشور، وأخيراً الجنة أو النار (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) وهذه هي ثمرة الإصلاح، وغاية الدعوة، والهدف من استقامة البشر, والسلطان المبين هو القوة الحقيقية التي يحتاج لمعرفتها كلّ ناصح، ومرشد، وداعٍ إلى صراط الله المستقيم. |