|
|||||||
مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي
(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) محور تأمّلنا (نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا) عندما يأتي أمر الله بالعذاب على الظالمين، فإنه سبحانه ينجّي برحمته رسلهُ والذي آمنوا، وأتبعوا النور الذي جاءوا به من عند الله، كما أنه تعالى يدافع عنهم (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) بل وينصرهم في الحياة الدنيا، وفي الآخرة (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) فهذا كلّه من ثمرات الإيمان، ينجيهم الله برحمته، ويدافع عنهم، وينصرهم، ليس في الدنيا فقط، بل ومن أهوال يوم القيامة، فهل بعد هذا التكريم، وهذه المكاسب، وهذا الفضل من الله للمؤمنين. نرضى لأنفسنا بأن نعيش في الحياة كمسلمين فقط ؟ ولا نرتقي بأعمالنا وأخلاقنا إلى درجة المؤمنين, فالمؤمنون هم الناجون من العذاب المحيط بالظالمين في الدنيا، ولهم أجرهم عند ربّهم (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ولكن الشيء المؤلم أن أكثر الناس قد يكونوا مسلمين ولكنّهم ليس بمؤمنين, (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) وحتى من يؤمن من الناس، فالكثير منهم، إلا من رحم الله، فإن إيمانه ليس خالصاً لله، بل إيمان يخالطه الشرك (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ) نسأل الله اللطف بِنَا والسلامة من الشرك. |