تأمُّل في الآية 91 من سورة هود


الأحد 2018-11-18

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)

محور تأمّلنا (وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا) هناك رؤية العين المجرّدة، وهناك أيضاً رؤيا أخرى وهي رؤيا عين البصيرة, فالعين المجردة ترى وتدرك الأشياء الظاهرة، والأخرى ترى وتدرك الأشياء الباطنة، فعندما ترى أشعث، منكوش الشعر، أغبر، قد تغبّرت قدماه بالتراب، مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحدٌ ولا يُسمح له بالدخول عليهم، فعين البصر قد تزدريه لضعفه، ولكنّ عين البصيرة تدرك وترى مالا يُرى من قوة خفية، فقد يكون ممن لو أقسم على الله لأبرّهُ, (رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره)

فأين تقع عين البصيرة؟

تقع في القلب الذي إذا عمي انطفأ نور البصيرة (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) فالقلب يُبصر بانشراح الصدور لقبول الحق، وسماع النّصح، وحبّ الإصلاح وانشراح الصدور يحصل بلين القلوب، ولين القلوب يأتي بذكر الله، فبقدر ذكر الله يلين القلب، وبالغفلة عن الذكر يقسو القلب، فيضيق الصدر، فتعمى البصائر، فيصبح الحقُ باطلاً والباطلُ حقاً.

(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )

اللهم أشرح صدورنا، ونوّر بصائرنا