تأمُّل في الآية 87 من سورة هود


الخميس 2018-11-08

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)

محور تأمّلنا هو (أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ) يظن البعضُ ممن قد عميَ قلبهُ عن ذكر الله وأتبع هواهُ، أن العبادة هي فقط الصلاة والصيام والقيام بالتكاليف، أما عن بقية الأمور المتعلقة بالدنيا، من تجارة، وصلة رحم، وعلاقات اجتماعية، وحقوق مادية ومعنوية للآخرين، بأنها شيءٌ آخر ليس له علاقة بالدِّين، ويعتقد أن بإمكانه أن يفعل فيها وبها ما يشاء, وحسب هواه، بدون حدود ولا قيود ولا حسيب ولا رقيب، باعتبارها من مكتسباته وحقوقهُ الشخصية.

وهذا خطأٌ كبيرٌ، وفهمٌ قاصرٌ للدين، يوردُ صاحبهُ المهالك، والعذاب المحيط في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة، فالدينُ وشرع الله الذي شرعهُ لعباده، إنما هو كلٌ متكاملٌ لضبط حياة البشر، وسن القوانين الأخلاقية في التعامل والتعايش فيما بينهم على الأرض، وتشمل جميع نواحي حياة الإنسان، صغيرها وكبيرها، بل وهي من التعبّد لله بطاعته في التزام ما أمر به وشرع، والكف عما نهى عنه وزجر.