تأمُّل في الآية 74 من سورة هود


الجمعة 2018-10-26

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ)

هذا خليلُ الله عليه الصلاة والسلام ، وقد جاءته البشرى وفرح وأستبشر بها، ولكنها لم تصرفهُ أوتشغلهُ عن التفكير في شأن قومٍ من البشر، رغم أنهم مفسدون في الأرض، كافرون بالله ومكذبون لرُسله، وهم من أعدائه، تخيّل لو أن أحداً من الناس سمع بأن مصيبة قد نزلت على عدوّه، ولو كان ممن هم على دينه وعقيدته، وربما كان أيضا من جماعته وأقربائه فإن الكثيرون منهم إلا من رحم ربي ممن هو على تقوى وإيمان، الكثيرون يفرحون بهلاك عدوّهم.

ولكن خليل الله لم يفرح بهلاكهم، بل إنه أخذ يجادل عنهم ويرجو الله أن يدفع عنهم الهلاك لعلهم يؤمنون، أويأتي من نسلهم من يؤمن بالله ويتقه، وهكذا علينا نحن ألا نشمت أونفرح بهلاك البشر ولو كانوا من أعدائنا، إنما نشفق عليهم، ونسأل الله لهم الهداية، ونحمد الله أن قد منّ علينا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً