|
|||||||
مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي
(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) "الضحك مفتاح الفرج " في الآية مفتاح من مفاتيح الفرج بإذن الله, يقول تعالى :- (فَبَشَّرْنَاهَا) فالبُشرى السريعة جاءتها من الله جزاءً لضحكها وسرورها رغم فقدها للولد وتمنيها له، ورغم كبر سنها وهي عاقر، فبشرها بأنها ستلد النبي إسحاق الذي سيخلّفُ من بعده النبي يعقوب، فما أعظمها من بشرى، جزاء ضحكها, فضحكها كان بمثابة مفتاح الفرج لها, فهي قد ضحكت لسرور زوجها بالملائكة عندما علم أنهم رسُل ربّه, بعد أن كان خائفاً يرتعد منهم. ضحكت وأطلقت وجهها، وأظهرت الفرح والسرور, فليضحك إذاً كلّ مريض، ومديون، ومهموم، ومن نزلت به نازلة، ومن أصابته نائبةً من نوائب الدهر، ومن قد حُرِم نعمةً من النعم، ربما من الذرية والولد، وربما حُرم من عضو من أعضاءه، أو أحداً من أقربائه, فليضحك وليسعد ملء صدره وقلبه، وهو يرى بإيمانه، بديع صنع الله وآلائه ونعمائه علينا، وأعظمها نعمة الإسلام. هناك من أصحاب الابتلاءات من لا يضحك, ولا يُبدي إلا الشكوى والحزن وكأنه يشتكي الله على خلقه, فليعلم أن الضحك ربما كان مفتاحهُ للفرج, كما كان ضحك ساره زوجة خليل الله عليهم السلام بشرى لها بالفرج العاجل، من ربّ العالمين (فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا) |