|
|||||||
مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي
(فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَاتَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ) من عادات العرب أن الضيف إذا لم يأكل من طعام المضيف فهذا يعني أنه يضمر في نفسه شر أو أنه حاقد عليه، والملائكة من طبعهم لا يأكلون الطعام مثل البشر, ورغم أن نبي الله ورسوله وخليله سيدنا إبراهيم، على ما هو عليه من المنزلة والمكانة عند الله، إلا أن ذلك لم يمنعهُ من التوجس والخوف من تصرف هؤلاء الضيوف الغير عادي. فالخوفُ سمةٌ من سمات البشر، لذلك لا ينبغي للمؤمن أن يأمن من الخوف في المواطن التي تقتضي الخوف والحذر، فمن خاف سلم, وليس العيب في الخوف إنما العيب في الجبن, فالخوفُ يدفعُ المؤمن للجرأة والإقدام، والأخذ بالأسباب والاحتياطات اللازمة، لمواجهة ما قد ينتج من مصدر الخوف والخطر, بَيْدَ أنّ الخوف يدفع المنافق للجبن والهرع, لأن قلبه خالي من الإيمان والاطمئنان بالله تعالى. فعلى من يلاحظ على مضيّفهُ الخوف مِنْهُ، بسبب مظهرهُ أو سلوكهُ الغير عادي بالنسبة للآخرين، فينبغي عليه الإسراع بطمئنتهم، وذلك بالكشف عن شخصيته والهدف من زيارته, كما فعلت الملائكة بالكشف عن مهمتها, لتبديد هواجس ومخاوف نبي الله عليه الصلاة والسلام. |