|
|||||||
مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي
(كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ) عندما يحلّ العذاب بالظالمين فإنهم يفقدون معه كلّ لذة ومتعة، كانوا يعيشونها ويتنعّمون ويتمتعون بها في ما مضى من حياتهم، فيصبحون (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا). وهذا بحد ذاته عذاب فوق العذاب، وحسرةً فوق الحسرة، وبؤس وشقاء فوق ما نزل بهم من هلاك ودمار, ثم بعد ذلك يتبعه عذاب البعد والطرد من رحمة الله. (أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ) وألمُ البُعد عن رحمة الله يفوق الألم من العذاب الشديد، ومن الألم بسبب ذهاب لذة السعادة والنعيم لما مضى من أعمارهم, فكيف يأمنُ من يعصي ربّهُ، ويخالف ما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، من غضب الله, فينزل به العذاب السريع الشديد الذي يُذهب عنه كلّ لذة أو متعة في هذه الحياة، فينسيهم كلّ أثر للسعادة التي كانوا يتقلبون فيها، وفوق ذلك يُبعدهم عن رحمة الله. (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) يقرأُ بآية النهي عن الخمر ويسكر، وآية المحافظة على الصلاة ولا يُصلّي، وآية عقوبة قاطع الرحم، والعاق لوالديه، فيقطعُ رحمهُ ويعقّ والديه، وآية الزنى ويزني، وآية الربا ويُرابي، وآية الزكاة ولايُزكّي، وغيرها من الآيات التي تأمر وتنهى ولكنهُ لا يأتمرُ ولا ينتهي, فكيف يأمنُ من عذابٍ سريع يخزيهُ وينسيهُ النعيم الذي عاش فيه، ويبعدهُ عن رحمة ربّه. |