تأمُّل في الآية 65 من سورة هود


الخميس 2018-10-25

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)

لقد أنعم الله عليهم بالناقة المعجزة، التي تعطيهم من لبنها ما يكفي القرية كاملة، وكان عليهم أن يشكروا الله على هذه النعمة، وأن يؤمنوا بربهم ويستغفرونه عن ذنوبهم، ليعيشوا في سلام وحب ووئام، فيسعدوا في دنياهم وفي الآخرة خير وأبقى.

وهذا هو مُراد الله في خلقه، هدايتهم، وسعادتهم، لذلك أرسل الرسل مبشرين لنا بالجنة، ومنذرين لمن يظلم ويعاند ويجحد بالنعم ويكفر بربه، بالنار وبئس القرار في الآخرة، وبعذاب قريب في الدنيا.

ولكنّهم اتبعوا أمر كلّ جبّار عنيد، وواجهوا النعمة بالتمرّد والعناد والظلم والإعتداء، فعقروا الناقة وعصوا أمر ربّهم, فاستحقوا العذاب القريب الذي لم يمهلهم أكثر من ثلاثة أيام، لعلهم يتوبون إلى ربّهم ويرجعون عن غيهم وعنادهم وكفرهم، ولكن قست قلوبهم بظلمهم وران عليها بإثمهم.

فعندما تعصي ربك وتتجاوز حدود أوامرهُ، وتمسّ شيئاً من نعمه عليك بالسوء، ويمهلك الله، فلا تغترّ بالإمهال، بل سارع  إلى التوبة والإنابة إليه، فليس بعد الإمهال، إلا العذاب القريب، لا سمح الله.