تأمُّل في الآية 61 من سورة هود


الخميس 2018-10-25

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)

ما تضمنته هذه الآية الكريمة، هو منهج الأنبياء والرسل، والدعاة إلى الخير والإصلاح في الأرض من بعدهم، والناصحون، والمرشدون، والمربّون، والمعلمون الناس الخير، وروّاد التربية والتعليم في كل زمان ومكان، وهو كما يلي

• عبادة الله (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ)

• وأن ليس في الوجود إلهٌ غير الله (مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ)

• تعريف الناس بخالقهم، وأنه تعالى خلقهم من تراب الأرض التي يمشون عليها (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ)

• تعريف الناس بالهدف من خلقهم ووجودهم، وهو عمارة الأرض بعبادته سبحانه (وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)

• تعريف الناس بكيفية الإتصال بخالقهم وهو بالإستغفار الذي يفتح لهم باب التوبة والإنابة إلى ربّهم وخالقهم سبحانه (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)

• تعريف الناس أنه تعالى قريب منهم، يستجيب لدعائهم، فليدعوه بما شاؤوا مما يحبون من خيريّ الدنيا والآخرة، فأبوابه مفتوحة، ورحمته وسعت كل شيء، وهو أقربُ إليهم من حبل الوريد، يجيب دعوة الداعي إذا دعاه (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) فهذا هو منهج الدعوة لمن أراد أن ينصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، فإذا تحقق فيهم هذا المنهج فتح الله لهم أبواب الهداية والإرشاد (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) وليس كما يفعلُ البعض من التقريع، والتجريح والتقبيح، والخوض في أمراض الأمّة، وعورات الناس