تأمُّل في الآية 58 من سورة هود


الأربعاء 2018-10-24

مجلس حكيم الزمان
بقلم / صديق صالح فارسي

(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)

إذا جاء أمر الله ونزل بالظالمين المعاندين الغافلين عن منهج الله، المتمادين في الفسق والطغيان مانزل من العذاب، من فقر بعد غنى، أومرض بعد صحة، أومصيبة بعد العافية والسلامة، أوطلاق بعد وفاق، أوفراق بعد إتفاق، أوهدم أوحريق أودمار وشتات، أوبتسلط عدو أوجور جائر أوظلم ظالم، فلن ينجو أحداً من أمر الله إذا نزل

إلا برحمته فقط، فهذا هود رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن معه من المؤمنين لم يقل سبحانه أنه نجاهم بعملهم أوبمكانتهم، إنما قال تعالى :-(نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا) فقد نجاهم الله من العذاب برحمته فقط سبحانه وتعالى

س/ إذاً فكيف نفوز ونظفر برحمة الله لننجو من العذاب والفتن؟ 

ج/ من أسباب نزول الرحمة والنجاة من العذاب مايلي

أولا: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) بالتقوى، وإيتاء الزكاة، والإيمان بآيات الله القرآنية والكونية، تنزل رحمة الله بالمتقين والمؤمنين

ثانياً: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) وبعدم الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وبالدعاء لله خوفاً من عقابه، وطمعاً فيما عنده من الأجر والثواب، تكون رحمة الله قريبٌ من المحسنين

 نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن تتنزل عليهم رحمة الله التي تنجيهم من خزي الدنيا والآخرة وعذابهما ..!!